شرح كتاب النكاح من صحيح البخاري
باب: عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير
قال الإمام البخاري اسم> -رحمه الله تعالى- باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير.
قال أبو عبد الله اسم> حدثنا عبد العزيز بن عبد الله اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن سعد اسم> عن صالح بن كيسان اسم> عن ابن شهاب اسم> قال: أخبرني سالم بن عبد الله اسم> أنه سمع عبد الله بن عمر اسم> -رضي الله تعالى عنهما- يحدث أن عمر بن الخطاب اسم> حين تأيمت حفصة بنت عمر اسم> من خنيس بن حذافة السهمي اسم> وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتوفي بالمدينة اسم> فقال عمر بن الخطاب اسم> أتيت عثمان بن عفان اسم> فعرضت عليه حفصة اسم> فقال: سأنظر في أمري؛ فلبثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا قال عمر اسم> فلقيت أبا بكر الصديق اسم> فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر اسم> فصمت أبو بكر اسم> فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان اسم> فلبثت ليالي.
ثم خطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر اسم> فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة اسم> فلم أرجع إليك شيئا قال عمر اسم> قلت: نعم، قال أبو بكر اسم> فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولو تركها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ قبلتها.
قال أبو عبد الله اسم> حدثنا قتيبة اسم> قال: حدثنا الليث اسم> عن يزيد بن أبي حبيب اسم> عن عراك بن مالك اسم> أن زينب بنت أبي سلمة اسم> أخبرته رسم> أن أم حبيبة اسم> -رضي الله تعالى عنهما- قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت أبي سلمة اسم> فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلى أم سلمة اسم> لو لم أنكح أم سلمة اسم> ما حلت لي؛ إن أباها أخي من الرضاعة متن_ح> رسم> .
هذا حديث عمر اسم> الذي أشرنا إليه؛ ابنته حفصة اسم> كانت مزوجة من هذا الرجل السهمي مات بالمدينة اسم> بعدما هاجر، ولما مات تأيمت أصبحت أيما، فكره أن تبقى بدون زوج، فجاء إلى عثمان اسم> وعرضها عليه وقال: هل لك أن أزوجك حفصة اسم> ؟ فعثمان اسم> قال: سأنظر في أمري، ثم بعد مدة يوم أو أيام اعتذر، وذكر أنه بدا له أن لا يتزوج الآن، ويمكن أن عنده زوجة.
وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجه ابنته بعدما ماتت ابنته الأولى رقية اسم> زوجه أم كلثوم اسم> فلعله كره أن يتزوج ومعه بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فالحاصل أنه اعتذر وقال: قد بدا لي أن لا أتزوج، لو وافق لزوجه عمر اسم> وكأن ابنته حفصة اسم> قد فوضت أباها، فقالت: لك أن تزوجني بمن شئت، ثم إنه عرضها على أبي بكر اسم> -رضي الله عنه-.
أبو بكر اسم> سكت لما عرضها عليه، ما قال : نعم، وما قال: لا حاجة لي فيها، فلما سكت استنكر عمر اسم> سكوته، استنكر أنه ما قال: نعم، ولا قال: لا، وكأنه وجد عليه ولكن تبين عذره بعد ذلك.
لبثوا أياما قليلة فخطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتزوجها، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب أن يكون بينه وبين أكابر صحابته صلة رحم، فهو تزوج بنت أبي بكر اسم> عائشة اسم> لتقوى الصلة بينهما، وزوج عثمان اسم> بابنتيه لتقوى الصلة بينهما، وتزوج بنت عمر اسم> ليكون ذلك أيضا صلة قرابة وصلة مصاهرة بينهما، تزوج حفصة اسم> فأصبحت من أمهات المؤمنين، وفرحت بذلك وفرح بذلك أبوها.
اعتذر أبو بكر اسم> عن سكوته؛ وذلك لأنه قد سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكرها، كان -صلى الله عليه وسلم- يسر إلى أبي بكر اسم> ويخبره بالأشياء التي يعزم عليها فكان قد سمعه وهو يقول: إن حفصة بنت عمر اسم> تناسبني أو سوف أخطبها وأتزوجها، فلما كان قد سمع هذا كره أن يفشي هذا السر الذي أسره إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- هكذا اعتذر، فعذره عمر اسم> يقول: لو تركها لقبلتها.
مسألة>